الآثار المستعادة
كنوز عادت إلى الوطن

 

«بذلت الهيئة العامة للسياحة والآثار في المملكة العربية السعودية جهودًا كبيرة لاستعادة الآثار المتنوعة التي كانت مطمورة في هذه الأرض منذ آلاف السنين، خصوصًا أن رقعة المملكة الجغرافية ضمت تنوعًا في الحضارات التي تعاقبت وعاشت فوق هذه الأرض.

تصوير: هشام نصر شمّا

بما أن التراث الثقافي جزء من الهوية، فإن المحافظة عليه تُعد واجبًا وطنيًا بامتياز، لذا تم البحث عن تلك القطع الأثرية التي كانت هنا، ثم خرجت بطرق غير نظامية أو غير مشروعة، ولقد صنفت الهيئة العامة للسياحة والآثار هذه القطع المستعادة إلى سبع مجموعات مهمة هي:

مجموعة عبدالله فلبي
تتكون من رأس أسد غير مكتمل مصنوع من البرونز، ويد أسد من البرونز، وجزء من نقش على لوح من البرونز، أيضًا، وجميع هذه القطع عُثر عليها في منطقة نجران وتعود للفترة من 200ق.م إلى 100 ق.م. وتُعد عودة هذه القطع من أولى تجارب الاستعادة، حيث عادت هذه الآثار عام 1395م، وهي معروضة في المتحف الوطني بالرياض.

رأس أسد من البرونز تتجلى فيه براعة الصانع في إبراز ملامح الوجه وخصل الشعر، وتجويف العينين، ولعل مادة أخرى كانت تملأ التجويف، مثل العاج أو الخرز، لتكتمل الصورة الجميلة للأسد، ويعود تاريخ الرأس إلى الفترة من 200ق.م إلى 100م، وقد عُثر عليه في منطقة نجران جنوبي المملكة.

مجموعة مارني جولدنج
تتكون من أدوات صوانية، وأوان وكسر فخارية وزجاجية ومعدنية من مواقع أثرية في المنطقة الشرقية، يعود تاريخ أقدمها إلى نحو خمسة آلاف سنة، وبلغ عدد القطع 800 قطعة. ولقد سلمتها السيدة مارني قبل وفاتها إلى إدارة الآثار في المملكة.

جرة فخارية عليها طبقة طلاء يميل إلى اللون الأخضر وله بريق معدني، وهي مصنوعة من عجينة حمراء لها قاعدة دائرية وبدن منتفخ على جانبه مقبض نصف دائري مفرغ، ولها عنق طويل ينتهي بفوهة بارزة إلى الخارج مفقود جزء منها، ويعود تاريخها إلى الفترة الإسلامية، وقد عُثر عليها في المنطقة الشرقية.

----------------------------

إبريق من الخزف ذهبي اللون، له قاعدة دائرية وبدن منتفخ في الوسط وعنق طويل ينتهي بفوهة لها حافة ملفوفة إلى الخارج، وفي أعلى البدن مقبض يصله بالرقبة، ويعود تاريخه إلى الفترة ما بين 300ق.م و300م، وقد عُثر عليه في المنطقة الشرقية.

----------------------------

إناء من الخزف له قاعدة دائرية وبدن منتفخ في الوسط، وعليه مقبضان صغيران، وفوهة لها حافة تميل إلى الخارج، ويعود تاريخه إلى الفترة ما بين 300ق.م إلى 300م، وقد عُثر عليه في المنطقة الشرقية.

مجموعة جريس برك هولدر
تتكون من أدوات حجرية وفخارية وزجاجية تعود إلى فترة العبيد، 5000 سنة ق.م، وقد حصلت جريس على هذه المجموعة من عدة مواقع في المنطقة الشرقية، ويزيد عددها على 2000 قطعة، ولقد توفيت جريس برك صاحبة المجموعة، ثم تمت استعادة هذه الآثار بتوجيه من المجلس الأعلى للآثار، وهي الآن معروضة في المتحف الوطني، ومتحف الدمام الإقليمي، وعدد من متاحف المملكة.

----------------------------

مجموعة بارجر
تتكون من قطع أثرية متنوعة من مدائن صالح، ومن مواقع أخرى من المملكة, وهي عبارة عن خمس أوان فخارية، وخمس كسر فخارية، وقطعتين حجريتين عليهما كتابات بخط المسند الجنوبي، وجزء من شرفة جصية، ونجر منحوت من الحجر الرملي، وتعود لفترات مختلفة من القرن الأول الميلادي والثالث الميلادي، وما قبل الإسلام. وقد عادت هذه القطع عام 2002، وقد كانت محفوظة في متحف الساميات في جامعة هارفارد.

حجر عليه كتابة غائرة بخط المسند الجنوبي، كما توجد على وجهي الحجر أشكال هندسية، ربما كانت وسومًا، ويعود تاريخه إلى فترة ما قبل الإسلام، وقد عُثر عليه في المنطقة الشرقية. يتكون نص الكتابة من أربعة أسطر غير مكتملة، وتقرأ حروف الأسطر الباقية:

----------------------------

كنز الشعيبة
أعيد هذا الكنز بمساعدة وزارة الخارجية والإنتربول، وهو كنز من العملات الإسلامية الفضية، ويعود تاريخه إلى 1235إلى 1350 ميلادي. ولقد استُخرج من حطام سفينة غارقة في البحر الأحمر بالقرب من ميناء الشعيبة بمنطقة مكة المكرمة في عام 1994، ونُقل إلى الولايات المتحدة، ولكن تمت إعادته في عام 2006. يتكون الكنز من مجموعات من العملات المفككة التي تغطيها الأكسدة، وثلاث كتل من العملات الملتصقة يغطيها الحشف.

كتلة من العملات الملتصقة بعضها ببعض ويغطيها الحشف البحري

----------------------------

مجموعة ريتشارد
تتكون من آلاف القطع بين أدوات حجرية وكسر فخارية وزجاجية وتكوينات، وقطع معدنية، ومن بينها رؤوس سهام يعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث، أي قبل 10 آلاف سنة. ولقد عادت هذه القطع عام 2007 بمساعدة وزارة الخارجية السعودية.

رؤوس سهام متنوعة الأشكال والأحجام، يعود تاريخها إلى فترة العصر الحجري الحديث «10.000-6.000 سنة قبل الوقت الحاضر»، وقد عُثر عليها في المنطقة الشرقية.

----------------------------

أدوات حجرية تشبه ورق النبات، مختلفة الأشكال والأحجام، يعود تاريخها إلى فترة العصر الحجري الحديث «10.000-6.000 سنة قبل العصر الحاضر»، وقد عُثر عليها في المنطقة الشرقية.

مجموعة ستيوارد ماكمن
تتكون من مجموعة من الأدوات الحجرية وبعض القواقع البحرية، ولقد سلم السيد ستيوارد المجموعة إلى قطاع الآثار في عام 2005، ويبلغ عدد القطع 78 أداة حجرية تعود جميعها إلى فترة العصور الحجرية المبكرة.

هذا ولقد تمت إستعادة عدد كبير من القطع من داخل المملكة أهديت إلى المتحف الوطني.
كذلك تمت مصادرة عدد من القطع الأثرية والتي تعود لفترات مختلفة انتزعت من أماكن متعددة، ولقد أحيلت إلى قطاع الآثار في الهيئة العامة للسياحة. وبذلك تعود الكنوز إلى أماكنها الحقيقية لتعرض أمام الناس والدارسين والمهتمين بالآثار.